اهمية الاخلاق في الاسلام

**fati** الأربعاء سبتمبر 02, 2009 11:07 pm

الهدف: معرفة أهمية الأخلاق ومكانتها في الإسلام

يمكن تبين أهمية الأخلاق في الإسلام من خلال عدة أمور، منها :

جعلها e الغاية من بعثته:

لقد حصرe مهمته بقوله : (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) رواه الحاكم وهو من باب قوله e (الحج عرفة) رواه مسلم ، وقوله e (الدين النصيحة) رواه مسلم ، فهو من باب وصف العام بالخاص ، لبيان مكانة هذا الخاص .

تعظيم الشارع لحُسن الخلق:

لقد بلغت مكانة الأخلاق في الإسلام منزلة عظيمة ، فقد:

جعله e أساس الخيرية : فقال e (خياركم أحاسنكم أخلاقاً) متفق عليه

وجعله e بدرجة الصيام والقيام : فقال e (إن المؤمن ليدرك بحسن الخُلق درجة القائم الصائم) رواه أبو داود

وضمن e الجنة لمن حَسن خُلقه : فقال e (أنا زعيم ببيت في ربض [أطراف] الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وبيتٍ في أعلى الجنة لمن حسن خُلُقه) رواه أبوداود

هي أساس بقاء الأمم:

فالأخلاق هي المؤشر على استمرار أمة ما أو انهيارها، فالأمة التي تنهار أخلاقها يوشك أن ينهار كيانها، كما قال تعالى:{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}

قال شوقي: وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وقال: وإذا أصيب القومُ في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتماً وعويلاً

هي أبرز ما يراه الناس:

فالناس لا يرون معتقدات الإنسان ، ولكنهم يرون أخلاقه، لذلك يحكمون عليه على أساس ما يرون، وبالتالي فالأخلاق هي الأبرز ظهوراً، والأكثر تأثيراً.

هي أفضل الجمالين:

الجمال جمالان ؛ جمال حسي ، هو جمال الشكل والهندام، وجمال معنوي، هو جمال النفس والسلوك، وهو الأولى بالأهتمام كما قال القائل :

يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته *** أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها *** فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

وقد ذكر الله أن للإنسان عورتان، عورة الجسم وعورة النفس، ولكل منهما ستر، فستر الأولى بالملابس وستر الثانية بالخُلق، وقد أمر الله بالسترين، ونبه أن الثاني أهم من الأول، فقال تعالى{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}(الأعراف:26)، ومثله قوله تعالى {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}(البقرة:197)

من أسباب المودة وإنهاء العداوة:

فالإحسان إلى الإنسان من شأنه أن يؤثر عليه ويستميل قلبه ، بل وينتزع العداوة والحقد من النفوس ، كما قال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت:34)، وقال الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ[center]